جزر الإمارات المحتلة وشاهنشاهية الملالي

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280
محمد الحمادي "الاتحاد" الاماراتية 26/6/2007
تمادى كثيراً في الأسبوع الماضي "حسين شريعتمداري" مستشار خامنئي، وهو كذلك يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، وادعى أن جزر الإمارات الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، إيرانية بل وزاد في جهله عندما قال بأن مملكة البحرين هي محافظة إيرانية... ولا يخفى على أحد لماذا صرح شريعتمداري بذلك، فإيران تعاني من مشاكل داخلية سياسية واجتماعية كبيرة، وأزمة اقتصادية متفاقمة، وضغط دولي متزايد بسبب طموحاتها النووية، كما بدأت مؤخراً تعاني من تورطها في الحرب الدائرة على أرض العراق والأزمة الخانقة في لبنان وتتصور أنها بادعاءاتها تلك لن يرى العالم مشكلاتها الكبيرة.
بالإضافة إلى أمور مقلقة أخرى مسكوت عنها وتتعامل معها بصمت حتى لا تلفت الأنظار إليها مثل عروبة الجانب الشرقي من الخليج العربي بأكمله، بكل مايحوي من جزر ومدن وموانئ حيث إمارة عربستان في الشمال التي كان يسكنها قبيل سقوطها تحت الحكم الفارسي في عام 1925 ما يزيد على مليوني عربي ينتمون إلى قبائل عربية عريقة، وحيث كانت تقوم سلسلة من الإمارات العربية على امتداد ذلك الجانب إلى جنوب الخليج حيث إمارة لنجة العربية والتي سقطت كلها تحت الحكم الفارسي... ويبدو أن "نجاح" تدخل إيران في الشؤون العراقية واللبنانية والفلسطينية واليمنية في الفترة الأخيرة وكذلك صمت المجتمع الدولي عن اضطهاد النظام الإيراني للعرب والقوميات الأخرى داخل إيران، أغرى هذا النظام كي يتطاول على جيرانه العرب في دول الخليج وهذاما لم نكن ننتظره من "الجارة الإسلامية"! لا أحد يريد في هذا التوقيت أن يفتح هذه الملفات وغيرها من الملفات التي من شأنها أن تكون مصدر قلق وأرق لجيران لانتمنى لهم إلا الخير... لذا على طهران أن تتحمل مسؤولياتها ولا تعلق أخطاءها على الآخرين، فلا شيء يبرر أن تنقل مشاكلها إلينا، فلن يقبل أحد بأن تنقل طهران معركتها مع الولايات المتحدة الأميركية إلى دول الخليج العربي. وأحلام النظام الإيراني ليست "مشكلة" دول المنطقة حتى لو اكتشف هذا النظام متأخراً أن أحلامه أكبر من إمكانياته وبعيدة عن الواقع الذي يعيشه، بل لا علاقة لها بالقرن الحادي والعشرين!
كما أن مشاريع تصدير الثورة يجب أن تتوقف وعلى النظام الإيراني أن يرى حقيقة وضعه على الأرض فثورته صارت في وضع لا تحسد عليه وكل ما حولها تغير إلا الملالي الذين لايزالون مصرين على أن يعيشوا في القرن الماضي ويتعاملوا مع جيرانهم بالمنطق الشاهنشاهي! والأفضل لطهران بدل أن تستمر في أطماعها غير المشروعة بالهيمنة على المنطقة والتدخل في شؤون دول مستقلة لها كيانها وشرعيتها أن تهتم بأحوال شعبها في الداخل وأن لا تستمر في سياسة "حافة الهاوية" التي تجعل المنطقة كلها على كف عفريت.
إيران اليوم مطالبة بأن تقرن أقوالها بأفعالها تجاه جيرانها العرب فهي تدعي –بأقوالها- أنها تريد حسن الجوار مع دول الخليج العربي وفي المقابل تقوم بأمور تنقض كل أقوالها ولا علاقة لها بحسن الجوار! والجمهورية الإيرانية "الإسلامية" التي تدعي أنها تناصر الفلسطينيين وتريد إنهاء احتلال وطنهم... تصر على احتلال أراض لجارةمسلمة!
الفرق بيننا وبين الآخرين هو أننا كأصحاب حق هو أننا ندعو إلى إنهاءاحتلال الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بشكل سلمي، ونتمسك بسياسة حسن الجوار التي نعنيها قولاً وفعلاً ولا ندعيها كغيرنا، نحن نتكلم عن الحوارالثنائي المباشر لا عن الحرب والتهديد المباشر، وندعو إلى اللجوء إلى الشرعية الدولية لإنهاء هذا الاحتلال أو عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية وليس كغيرنا الذي لا يكتفي باحتلال هذه الجزر بل ويتطاول بادعاء ملكيته لدولة قائمة لها كيانهاوشرعيتها!
إن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في مطالبتها بحقوقها المشروعة في جزرها الثلاث التي تحتلها إيران تلاقي دائماً التأييد والدعم الكاملين من الدول العربية، ومن جميع القوى المحبة للسلام في العالم... ففضلاً عن المواقف الإماراتية والوثائق التاريخية التي تؤكد عروبة الجزر الثلاث، فإن هناك وثائق بريطانية تعودإلى بدايات الوجود البريطاني في الخليج وهناك وثائق عثمانية تؤكد استقلالية إمارة لنجة العربية على السواحل الشرقية للخليج العربي، كما أن هناك أيضاً وثائق إيرانية تعود إلى العقد الثالث من القرن الحالي تعترف ضمناً بتبعية الجزر الثلاث إلى إمارت يالشارقة ورأس الخيمة
وفي وقت كانت فيه بريطانيا تنسحب من شرق السويس قامت إيران "الشاهنشاهية" باحتلال جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وكانت في فبراير مننفس العام قد أعلنت عن رغبتها في احتلال الجزر... وقبل يومين فقط من إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة -2 ديسمبر 1971- تم الاحتلال وفرضت طهران بذلك أمراًواقعاً.
توقع الكثيرون بعد قيام جمهورية إسلامية في إيران أن يراعي هذاالنظام "الإسلامي" أصول التعايش السلمي وحسن الجوار وأن يعيد لأصحاب الحق حقوقهم وأن يعيد جزر الإمارات، لكن اليوم وبعد مرور ثلاثين عاماً على سقوط نظام الشاه لانرى من نظام الملالي "الإسلامي" الجار إلا تمسكاً وتصلباً أكبر بجزر ليست من حقهم! ولا نرى من ملالي طهران إلا تناغماً مع "شاهنشاهية" كانوا يدعون محاربتها!
على الرغم من ذلك فإن دولة الإمارات لم تتوقف يوماً عن التأكيد على حقها في هذه الجزر والمطالبة بانسحاب إيراني منها وفي أول بيان لدولة الاتحاد كانت هناك مطالبة واضحة بإنهاء احتلال إيران للجزر الثلاث.
بعد سنوات ومع بداية الحرب العراقية الإيرانية وحرصاً من الإمارات على عدم إثارة أزمات إضافية في المنطقة، فإن الإمارات لم تشأ تصعيد موضوع الجزروظلت كذلك إلى ما بعد غزو صدام للكويت وتحريرالكويت – فبراير 1992م- التزاماً بموقفها الأخلاقي في عدم إثارة القضية وعدم استغلال الوضع الذي كانت فيه إيران للضغط عليها للمطالبة بالجزر الثلاث المحتلة واتبعت الإمارات كما هي اليوم النهج السلمي لتسوية هذه المشكلة... ولكن جاء الرد الإيراني على هذا الموقف الأخلاقي احتلالاً جديداً ففي أغسطس 1992 احتلت قوات البحرية الإيرانية جزيرة أبو موسى مجدداً!
كنا نتوقع في الماضي تقديراً إيرانياً لذلك الموقف الأخلاقي من الإمارات ولكننا كما نحن اليوم نكتشف العكس ونرى أن الجيران في طهران يعتبرون موقف الإمارات الأخلاقي ضعفاً يريدون من خلاله الضغط على الدولة أو الإيحاء للمجتمع الدولي بأن قضية الجزر مفتعلة وأنها جزر إيرانية! ورغم كل ذلك فالإمارات وعلى لسان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله ورعاه"، أكدت من جديد أنها لن تستغل الأوضاع الإقليمية الحالية للضغط في موضع الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث، فمنذ بدأ الحديث عن ضربات أميركية لإيران أكدت الإمارات أنها ملتزمة بموقفها السابق ومطالبها بإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية.
بالإطلاع على الوثائق التي تشير إلى ممارسة الحكام العرب لحقوقهم وملكيتهم لهذه الجزر من قبل عام 1887 والى عام 1971، فإن ذلك يعتبر كافياً لإعطاء الأحقية والملكية للإمارات استناداً لأحكام القانون الدولي.
ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مشاهدة افلام اون لاين