القصة الكاملة لأحداث جزر طنب الكبرى و الصغرى1

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280
جريدة الاضواء تاريخ 9/9/1971
البترول والامبريالية والمصالح الجديدةفي اول ابريل سنة 1737 ابحرت الحملة الايرانية بقيادة لطيف خان وكانت تضم حوالي 5000 رجل معهم 1500 حصان، ويبدو ان الحملة نزلت بخورفكان، ويبدو ان مشايخ رأس الخيمة المجاورة اعلنوا ولاءهم للايرانيين قبل مضي زمن طويل.وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 30/11/1971 - يوم اسود آخر سيمر على البلدان العربية الاسكندرونة، فلسطين، الخليج - قامت القوات الايرانية بقيادة الاميرال فرج الله رضائي بغزو جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى من كل الجهات. ان تحركت القوات الايرانية والتي تضم اربع مدمرات وست سفن من حاملات الجنود، وقامت الطائرات العمودية بإنزال المظليين على الجبال، وقامت اربع طائرات بقصف تلك الجزر بالقنابل المدمرة والمسيلة للدموع.وابتدأت المدمرات الايرانية تقصف جنوب الجزيرة وتقذف على بيوت الاهالي القنابل.مركز الشرطة المكون من ستة افراد - الا يعلم المعنيون بالامر بذهاب الشاه الى بندر عباس لزيارة قواته البحرية - قاوم وقاتل قتال الابطال، سقط جريحان من رجال الشرطة بعد ان صرعوا الضابط الايراني المتقدم وبعض جنوده وسقط منهم ايضا عدد من الجرحى وبقي شرطي اللاسلكي يدافع ويقاتل ويواصل الاتصال برأس الخيمة حتى نفدت ذخيرته.نزل جنود الاحتلال الجزيرة نهبوا البيوت ابقوا السكان تحت الشمس عدة ساعات، وضعوا (السوتكي) في ظهورهم اجبروهم على التوقيع والبصم على اوراق، اركبوهم الزوارق مشيعينهم بصرخات الاستهزاء.القصة من البدايةفي مارس 1892 وقعت الاتفاقية الاستثنائية بين شيوخ عمان المتصالحة والحكومة البريطانية والتي تنص على ان الموقع باسمه واسم ورثته ومن سيخلفه على ان:اولا: الا اوقع اية اتفاقيات او ادخل في علاقات مع اي دولة باستثناء بريطانيا العظمى.ثانيا: الا اسمح بإقامة اي ممثل لاية حكومة اخرى في ارضي دون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية.ثالثا: الا اؤجر او ابيع او ارهن او اتنازل او اسمح بأية صورة من الصور باحتلال اي جزء من ارضي - لدولة اخرى غير بريطانيا العظمى.ووقع على هذه الاتفاقية جميع الشيوخ وصدق عليها نائب الحاكم العام في الهند بسملا في 12 مايو 1892 هـ.م دوراند ووقع جميع الحكام بما فيهم رأس الخيمة وام القيوين اللتان وقعتا في 8 مارس.وطبعا فهناك الاتفاقيات الاخرى والتي تنص على ان بريطانيا هي الحامية لهذه الامارات من كل اعتداء خارجي، وان تدير علاقاتها الخارجية.يقول ج.ج. لوريمر في كتابه دليل الخليج - القسم التاريخي - الجزء الثاني: انه عقدت اتفاقية رسمية بين الطرفين (السيد سعيد حاكم عمان والحكومة الايرانية) في 17 نوفمبر 1856 وبمقتضاها تصبح اقاليم شامل ومنياب وبيبان وجزيرتا قشم وهرمز داخلة بمقتضاها في عقد الايجار.. وزيد الايجار السنوي من ستة آلاف تومان الى 14 الف تومان الى جانب اكراميات قدرها الفا تومان، وقصرت على السيد سعيد وابنائه فقط ويقول لوريمر ان (النتيجة العامة لهذه الترتيبات كانت نقل وضع السيد سعيد في بندر عباس من حالة المالك لما يملك الى حالة من يلقى العناء كل العناء في استمراره فيها، وفي هذا انقاص من قدره ولاشك).بعد ذلك اصبح من المعروف - والكلام الى الان للوريمر - ان ايران تعتبر جوادر وشهبار - على وجه الخصوص - تابعتين لها وفي عام 1864 ارسل الكولونيل جولد سمر الى هناك ليجمع الادلة حول الخلافات الاقليمية التي ظهرت وجاء تقريره معارضا لمزاعم ايران في جوادر وشهبار، وواضح ان اساس هذه المزاعم هي فتوحات نادر شاه، وفي 2 ابريل سنة 1868 وبها تخلت الحكومة الايرانية ببساطة عن مزاعمها تلك.وفي 4 مايو 1853 وقعت معاهدة مع الحكام العرب كالسابقات لكنها اضافت نصا جديدا يقضي بأن للحكومة البريطانية حق تدعيم هذه (الهدنة البحرية الدائمة والكاملة) ومراقبة تنفيذها.ظهور المطالب الايرانيةوطوال الفترة السابقة لم تدع ايران بملكيتها لأية جزيرة في الخليج سواء طنب الكبرى او طنب الصغرى، او جزيرة ابو موسى.ظهرت مشكلة جزيرة ابو موسى لأول مرة عندما ادت سيطرة القوات الامبراطورية الايرانية على ميناء لنجة الى تحول معظم تجارة هذا الميناء الى موانئ الجانب الآخر من الخليج وخاصة دبي، وطالب بعض تجار لنجة بأن تجعل شركات الملاحة التجارية البريطانية جزيرة ابو موسى بين الموانئ التي تقف عليها بواخرها وذلك تمهيدا لخلق سوق حرة فيها بعيدا عن تعسف المسؤولين الايرانيين وتدخلها وكان يحكمها - حسب كلام لوريس - حكام عرب من القواسم الذين كانوا في لنجة.. ولم يكن اهتمام حكومة الهند قاصرا على هذه الجزيرة فقط، بل يشمل ايضا جزيرة طنب التي لها الظروف نفسها.وفي بداية ابريل سنة 1904 حاول الايرانيون رفع العلم الايراني على الجزيرتين، لكن ممثل بريطانيا في طهران قدم احتجاجا في الوقت المناسب وخفضت الاعلام الايرانية في 14 يونيو 1904 ولم تستطع الحكومة الايرانية ان »تقنع الحكومة البريطانية بوجود اي حقوق لإيران في هاتين الجزيرتين وفي الحقيقة انها لم تحاول جديا مثل هذا الاقناع).آخر نكتة مضحكة مبكيةتقول النكتة ان اذاعة الشارقة تعاقدت مع احمد سعيد المدير السابق لاذاعة صوت العرب (لأن عرب الخليج اصبح عندهم قضية تستاهل صوت احمد سعيد) وشر المصائب ما يضحك وصلت دبي الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا لا مواصلات لرأس الخيمة في هذه الفترة، اخذت اتصفح بعض المراجع، وبعضا من قصاصات الصحف في مجلة الاخاء الايرانية بتاريخ 16 يوليو 1971 نشرت مقابلة اجرتها صحيفة »بليتز« الهندية مع شاه ايران حيث يقول:»ان هذه الجزر - بوموسى وطنب الكبرى والصغرى، ذات موقع استراتيجي مهم بالنسبة لنا ولإمارات الخليج الفارسي، ولحفظ الامن والاستقرار في المنطقة، وإذا ما وقعت هذه الجزر بيد قوة اجنبية فإن ذلك سيشكل خطرا بالنسبة لنا جميعا وعليه فإنه ينبغي ان تقع هذه الجزر في يد مطمئنة ومضمونة، وعلى كل حال فإنه ليس من حق الانجليز اهداء ما اخذوه منا الى الآخرين واننا نعرف ان هذه الجزر لو منحت لأحد غيرنا فإنها ستخضع لسيطرة الانجليز انفسهم مما سيزيد ذلك في قوة العناصر المخربة في المنطقة، وعلى هذا الاساس التي اؤكد من جديد ان هذه الجزر، تضطرنا لاستردادها بالطرق السلمية وإذا لم يتم ذلك فإننا سنلجأ الى استعمال القوة سبيلا لذلك).في الصباح اتجهت الى موقف سيارات الاجرة المتجهة الى رأس الخيمة، في انتظار استكمال عدد الركاب اخذت ادردش مع السائقين، كانت وجهات نظرهم تتركز في ان المظاهرات لن تفيد، وان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وان بريطانيا هي المسؤول الاول.في الطريق الى رأس الخيمة، رأيت ظاهرة غريبة من البحرين الى رأس الخيمة ان الاشجار تموت واقفة في جميع انحاء الخليج!! ايضا اعلام الدول ظلت كما هي، وعلى طول الطريق الممتد من دبي الى رأس الخيمة والذي لا حدود فاصلة بينهم، نجد قد انتشرت اللوحات الاعلانية عن البضائع البريطانية - اليابانية - الالمانية الغربية - البضائع الجديدة الامريكية والملاحظة الاخرى الغريبة ان السفير البريطاني هو دائما اول سفير لدى دول الخليج.التصريحات سابقا والآنعلى حدود عجمان لاول مرة تظهر مفرزة امن تسأل ان كان يوجد ايرانيين في السيارة لإنزالهم الذي يجلس جنبي يقول ان هذه اول مرة يكون حرس على الحدود، وصلنا رأس الخيمة اتجهت رأسا لمكتب الاعلام حيث سيكون مصدرا للاخبار.قبل الدخول في الموضوع هناك تصريح للشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة نشر بتاريخ 1 يونيو 1971 - في مجلة اللقاء العربي التي تصدر في رأس الخيمة وتطبع في الكويت - ويقول بأن ايران جارة مسلمة صديقة وانها تتعاطف تعاطفا صادقا مع البلاد العربية وقضاياها ولا تبيع صداقة العرب بثمن مهما كبر وهي بقوتها البحرية والبرية والجوية الكبيرة قادرة على ان توقف اكبر قوة تعمل ضد وحدة الخليج وامته واستقراره.وفي صباح يوم 30/11/71 اصدرت حكومة رأس الخيمة بيانا الى العالم اعلنت فيه قيام ايران باعتداء آثم على اراضي جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وقد قدمت حكومة رأس الخيمة احتجاجا شديدا اللهجة للحكومة البريطانية والتي هي وفقا للمعاهدات القائمة مازالت مسؤولة عن حماية الجزيرتين (اننا نحتج بشدة ضد الصمت البريطاني وتطالب باتخاذ عمل سريع لسحب القوات الايرانية من الجزر التي هي جزء لا يتجزأ من رأس الخيمة).بعد ذلك ارسلت برقيات مختلفة الى كل من الامين العام للجامعة العربية والى سكرتير عام الامم المتحدة وسفراء الدول الكبرى والى الملوك والرؤساء العرب.في مساء يوم الثلاثاء قامت القوات الايرانية بشحن سكان جزيرة طنب الكبرى في عدة مراكب - بعد ان حشروهم في ساحة منزل واحد ويبلغ عدد السكان حوالي 400 ووصلوا الى رأس الخيمة.الغضب الجماهيرييوم الاربعاء 1/12/1971 انفجرت غضبة الجماهير العنيفة فخرجت المظاهرات الصاخبة تندد بالاحتلال، وهاجم المتظاهرون بنك صادرات ايران وحطموا مكاتبه، ذهبت الى هذه الاماكن.كما هوجم البنك البريطاني احتجاجا على تواطؤ بريطانيا مع ايران في عدوانها.يوم الخميس 2/12/71 استمرت المظاهرات الشعبية، بعد ذلك القى شيخ رأس الخيمة كلمة قرر فيها الدخول في دولة الاتحاد من اجل حماية المنطقة وحفاظا على وحدتها، وقد تعالت هتافات الجماهير تطالب بطرد الايرانيين من البلاد ردا على طرد الغزاة لاهالي جزيرة طنب.يوم الجمعة 3/12/71 سارت جنازة صامتة رمزية تحمل اربعة نعوش لشهداء جزيرة طنب على سيارات عسكرية مصفحة، وقال احد اقارب الشهداء اثناء القائه كلمه باسم الاهالي »اننا سننتقم لكم يا شهداءنا الابرار واننا جميعا سائرون في طريقكم طريق الكفاح المسلح من اجل استعادة جزرنا واستعادة حقوقنا«.بعد ذلك عقد حاكم الشارقة مؤتمرا صحافيا قال فيه ان »ادعاءات ايران ومطالبتها بدأت منذ ثلاث سنوات اي منذ ان اعلنت بريطانيا عن قرارها بالانسحاب من المنطقة في عام ،1971 وان الانجليز رغم مسؤوليتهم بموجب المعاهدات القائمة بيننا وبينهم فقد سلموا جزرنا الثلاث تسليما باليد والواقع يدينهم من البداية وحتى النهاية«.هذه الحادثة لم تكن الاولى من نوعها - لكن نحن لا ندرس التاريخ - في سنة 1625 - طلب الايرانيون - حسب معاهدة مبرمة - عون حلفائهم الجدد الانجليز في الاستيلاء على هرمز تمهيدا لاحتلال مسقط ووجد ممثلو الهند الشرقية انه ليس من اللباقة رفض هذا الطلب.ايضا فإن من الملاحظات الغريبة على برقيات الملوك والرؤساء العرب والتي تحمل الجواب على احتلال الجزر انها تتراوح بين »الاستغراب الشديد لمثل هذا العمل« او ترى بأنها »فوجئت بالاجراء« او بأن الخبر »قد ازعجنا«.. و»بس«.كيف قاوم رجال الشرطة الهجوم العدواني؟! يقوم في هذه الجزيرة مركز للشرطة به ستة افراد مهمتهم حراسة الجزيرتين وحماية الامن فيهما، قاوم هؤلاء الشرطة الحملة الايرانية وقتلوا ضابطا برتبة كبيرة وجنديين، واستشهد الشرطي الاول مسؤول المركز سالم سهيل خميس ثم اصيب الشرطي علي محسن محمد والشرطي محمد علي صالح والشرطي حسن علي محمد بجراح عميقة كما اصيب الشرطيان محمد عبدالله عبيد وشرطي اللاسلكي حنتوش عبدالله بجراح، وظلا يقاتلان حتى نفدت ذخيرتهما، وكانت القوات الايرانية قد احاطت بمركز الشرطة من كل جانب فأسرتهما، وخلال المعركة استشهد الشرطي الاول سالم سهيل خميس، فقام الاهالي بدفنه في ارض الجزيرة تحت تهديد قوات الاحتلال، اما الشرطة الثلاثة الذين اصيبوا اصابات عميقة فقد نقلوا بالطائرات الهليوكبتر الى بندر عباس، وبعد ذلك اعلنت اجهزة اعلام ايران انهم قد توفوا، وطلبت رأس الخيمة من الحكومة البريطانية رسميا بأن تجلب الجثث الثلاث لتدفن في رأس الخيمة.نظرة هادئة للاحداثاولا: تقول النشرة الاقتصادية للشرق الاوسط ان شائعات تكررت في الخليج العربي تفيد بأن شركة يونيون اويل اوف كاليفورنيا عثرت على كميات كبيرة من النفط في امتيازها الذي يقع في المنطقة المغمورة من مشيخة رأس الخيمة، وقد رفضت الشركة حتى الآن ان تلغي هذه الشائعات او تؤيدها، إلا انه تم العثور على بعض آثار النفط مما شجع على الاعتقاد بأن النفط متوافر بكميات تجارية على عمق قريب من العمق الذي وصل اليه الحفر، وتقول النشرة »هذا وان البئر التي حفرتها يونيون في المنطقة المغمورة تبعد حوالي 30 ميلا الى الشرق من جنوب شرقي جزيرة طنب الكبرى«.
ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مشاهدة افلام اون لاين