ملخص كتاب ( إيران و السعودية و الخليج )..سياسة القوة في مرحلة انتقالية 68-71

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280
وجب الذكر إن الموضوع شبه طويل، و اختصاره لن يثري القراء
تكمن أهمية هذا الكتاب لكونه يتناول حقبة زمنية مهمة مرت على الخليج العربي، و لا تزال تأثيراتها تمتد إلى يومنا هذا، حيث يؤرخ الكتاب للأحداث التي شكلت مفاصل أساسية في تاريخ هذه المنطقة التي بدورها تؤثر على العالم كله. هذه الأحداث التي قسّمت من خلالها التاريخ إلى قبل و بعد .
في عام 1968مـ عندما اتخذت الحكومة البريطانية قرارًا بسحب قواتها من الخليج العربي بحلول عام 1971مـ برزت التحديات و الصعوبات و الخلافات على السطح بشدة، و أصبح من المفترض على اللاعبين الاقليميين أن يجدوا قواعد جديدة للعيش المشترك، و أن يبنوا دول قابلة للحياة، و أن يعيدوا أيضا النظر في علاقاتهم الخارجية، كل هذا في غضون أربع سنوات فقط.
يطرح المؤلف في كتابه سؤالين مهمين. الأول: كيف أدارت إيران علاقاتها الإقليمية مع قلة خبرتها في التعامل المباشر مع جنوب الخليج؟. والثاني هو: ما مدى تأثير إيران في الجهود القائمة لإعادة ترتيب المشهد السياسي في هذه المنطقة؟. و لا يكتفي الكاتب بذلك فقط، بل يتناول العلاقات الخليجية – الإيرانية، و صراعات هذه الدويلات الصغيرة مع ايران خاصة في مسألتي البحرين و جزر الإمارات المحتلة، و يسهب في شرح و تحليل الخطوات السياسية و العسكرية و الدبلوماسية التي اتبعت. كما يتطرق أيضا للصعوبات التي واجهت الإتحاد التساعي و الجهود التي تمخضت لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
عندما أمسكتُ الكتاب لأبدأ في تلخيصه احترت كثيرًا مخافة أن لا أوفيه حقه، و عندما تصفحته أيقنت ذلك، لأن في كل صفحة معلومة، تاريخ، تصريح، حدث يجب أن يذكر و لا نستطيع اهماله. لذا رأيت أن أضع لكم ملخص الكتاب كما كتبه مؤلفه في التوطئة.
يناقش الفصل الأول من الكتاب العوامل التي أدت بريطانيا إلى اتخاذ القرار بسحب قواتها من شرق السويس بحلول عام 1971مـ، و العوامل الدولية في ذلك الوقت. و يركز هذا الفصل على تأثير العوامل السياسية و الاقتصادية الداخلية التي أدت إلى التغيّر في المكانة الدولية لبريطانيا في ظل حكومة هارولد ولسون العمالية. كما يتطرق إلى الموقف الأمريكي و الصعوبات التي واجهتها إدارة ليندون ب. جونسون في التعامل مع التحديات الدولية المتزايدة أثناء حرب الفيتنام، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى الضغط على الحكومة البريطانية كي تبقي على وجودها في الخليج، و إلى الرفض في أن تحل مكانها في دور الحارسة لهذه المنطقة. أما القسم الأخير من هذا الفصل فيعالج المكانة الإيرانية التي تغيّرت نتيجة ثلاثة أمور:
-نفوذ ايران المتزايد
-تراجع النفوذ البريطاني
-قرار أمريكا عدم خلافة بريطانيا في الخليج .
أما الفصل الثاني فيركز على رد الفعل الإيراني على الاقتراحات بشأن مستقبل الخليج في السنة الأولى من استعداد بريطانيا للانسحاب. الفرضية الأساسية في هذا الفصل هي أنه و بالرغم من مصالح ايران في الخليج، إلا أنه لم تكن لديها في عام 1968مـ سياسة جاهزة لحماية تلك المصالح. فقد كانت خبرة الحكومة الإيرانية في التعامل المباشر مع الحكام العرب في الخليج محدودة جدًا، و لم تستعد استعدادًا كاملاً لرد الفعل العربي حيال مطالبها في المنطقة. إذ عمدت إلى اتخاذ موقف متشدد من خلال مطالبتها الفورية بضم أراض لاسيما البحرين، و عارضت بشدة تشكيل اتحاد الإمارات العربية المقترح. لكنها غيّرت موقفها فيما بعد و توصلت إلى التأقلم مع السعودية، مما أدى إلى تسويات ثنائية معها حول الأراضي عُرفت بـ ( اتفاقية الجرف القاري). ثم تخلت في يناير 1969مـ عن مطالبتها التاريخية بضم البحرين.و بقيت المسائل البعيدة الأمد المتعلقة بالتعاون الإقليمي و المطالبة بجزر هرمز عالقة.
و ينتقل الفصل الثالث إلى التركيز على المستوى الدولي مع وصول إدارة ريتشارد نيكسون إلى سدة الحكم في يناير 1969مـ. فيما يتعلق بالخليج كان التطور الأبرز في سنوات نيكسون هو إعلان ( مبدأ نيكسون) حيث إن تطبيقه العملي في الخليج، المتمثل في (( سياسة الركيزتين المحوريتين)) قد نقل المنطقة إلى قلب الاستراتيجيا العالمية الأمريكية. يرسم هذا الفصل جذور (( سياسة الركيزتين المحوريتين)) في السنة الأخيرة من رئاسة جونسون، كما يصف الاعتبارات التي دفعت إدارة نيكسون إلى اعتماد موقف مؤيد بشدة لزيادة مبيعات الأسلحة الأميركية إلى ايران، و لتوسيع إمكانات إيران العسكرية.
يعيد الفصل الرابع النقاش إلى المستوى الإقليمي، لاسيما النزاعات الإقليمية، و يأخذ بالاعتبار تأثير السياسة الأمريكية على السلوك الإيراني. فبعد تخلي إيران عن مطالبتها بضمّ البحرين، يمكن تحليل سياستها في الخليج من خلال النزاع حول السيادة على جزر هرمز الثلاث: طنب الكبرى، و طنب الصغرى، و أبوموسى. كما يركز الفصل على السياسة الإيرانية تجاه الطرف العربي و على المفاوضات مع الحكومة البريطانية.الفصل الخامس و الأخير يلقي الضوء على قرار إيران باحتلال الجزر الثلاث بالقوة قبل يوم واحد فقط من الانسحاب البريطاني الرسمي من الخليج. و يتطرق إلى المناورات الدبلوماسية الإيرانية استعدادا للقرار، و إلى تقويم السياسات البديلة مع الأخذ بالاعتبار أن ثلاثة عوامل على الأقل تضافرت لمصلحة إيران، فقد كانت بريطانيا في سباق مع الوقت من أجل التوصل إلى تسوية، فتحولت و مالت إلى إيران، و كانت العلاقات بين ايران و الولايات المتحدة الأقوى في التاريخ الحديث بين البلدين، و نتيجة لذلك كان الموقف العربي الخليجي ضعيفا. و هكذا لم تعارض بريطانيا و الولايات المتحدة إنزال الجنود الإيرانيين في الجزر الثلاثة، بالرغم من أن بعض الدول العربية بذلت محاولات حثيثة لحمل إيران على الدول عن قرارها. كما أشار الفصل الأخير بإسهاب للمفاوضات بين إيران اللاعب الأقوى في الخليج بعد أفول السلام البريطاني و بين رأس الخيمة و الشارقة.مقتطفات من الكتاب خاصة بالجزر المحتلة
ثمة عامل ذا أهمية في فهم موقف رأس الخيمة، و يتمثل في مجموعة من الاعتبارات الثقافية التي يبدو إن بعض المسؤولين البريطانيين وجدوا صعوبة في التعامل معها. و من بين هذه الاعتبارات اعتقاد الشيخ صقر بأن حماية الأرض هي مسألة كرامة لا يمكن المساومة عليها. عندما قال حاكم رأس الخيمة للمعتمد السياسي في دبي جوليان ووكر ( انه لا يستطيع التخلي عن الجزر ) فسأله ووكر: حتى لو كانت هذه الأرض صحراء؟ أجاب الشيخ صقر: نعم ، من المستحيل التخلي عن الجزيرتين، لن يغفر لي التاريخ .أكدت دراسة صادرة عام 1979مـ أن كل المراكب التي تدخل الخليج أو تخرج منه تسلك طريقا يمر قرب الجزر الست: طنب الكبرى و طنب الصغرى و أبو موسى بالاضافة الى ثلاثة جزر ايرانية هي فورور و باني فورور و سيري.
لا يستطيع جوليان ووكر - المعتمد السياسي في دبي- أن يؤكد إذا كانت بريطانيا على علم بتوقيت إنزال الجنود الإيرانيين في طنب الصغرى و طنب الكبرى، و يقول إنه لم يسمع بالخبر إلا من شرطة رأس الخيمة على رغم إن بريطانيا كانت على علم بتوقيت الجنود الإيرانيين إلى أبوموسى؛ إذ إن شقيق حاكم الشارقة كان موجودا للترحيب بهم !!!
نجح المبعوث البريطاني الخاص إلى الخليج، السير ويليام لوس في دفع إيران و الشارقة نحو التوصل إلى اتفاق حول جزيرة أبو موسى يلبي المتطلبات الأمنية لإيران، و الحاجات المادية للشارقة.
استعملت ايران مسألة البحرين في تعزيز علاقاتها مع بلدان مثل الكويت و السعودية، كما استخدمتها كي تبرهن أنها تعتمد سياسة ضبط النفس في المنطقة و استيعاب البلدان الصغيرة. و أخيرا اخترقت إيران الدائرة العربية عبر تحسين علاقاتها مع مصر مما قلّص إمكان بروز موقف إقليمي موحد ضد إيران مستقبلا.
أظهر الرأي العام في رأس الخيمة و الشارقة رد فعل عدائيا تجاه إيران. و تعرضت مصارف و مؤسسات إيرانية للرشق بالحجارة ،و أطلقت النار على نائب حاكم الشارقة الذي رحب بالجنود فأصيب بجروح. عند وصول هذه الأخبار إلى لندن ، قال أنطوني أكلاند للسير ويليام لوس: (( يبدو الأمر خطيرًا )). فأجاب: (( رأيت هذا من قبل، ستهدأ الأوضاع )) و قد كان محقا !! و أتوقف عند هذه النقطة الأخيرة !
ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مشاهدة افلام اون لاين