‏إماراتيون تحت الاحتلال‏

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280
المصدر:
سامي الريامي
التاريخ: 22 أبريل 2010

‏«حياة بدائية»، تلك التي يعيشها أهلنا وإخواننا مواطنو الإمارات في جزيرة أبوموسى تحت الاحتلال الإيراني المستمر منذ بداية السبعينات، فقوات الاحتلال تعمل ليل نهار على تضييق الخناق على أهالي الجزيرة، وتكرس إجراءات وخطط فصلهم عن وطنهم الأم، فتعمد إلى منع المساعدات الإماراتية لهم، وتمنع مئات الأسر المواطنة في الجزيرة من الذهاب والعودة بحرية إلى وطنهم الإمارات، وبالتالي فإن المساعدات التي تصل إليهم تكاد تكون معدومة، وسبل ووسائل الحياة الكريمة المتطورة كافة أيضاً تكاد تكون معدومة في الجزيرة، وكل ذلك بفعل فاعل، وبالأسلوب ذاته الذي تمارسه قوات الاحتلال في أي زمان ومكان.
مواطنو الإمارات الذين ينتمون إلى الدولة، ويرتدون زيها الوطني، وينطقون بلسان عربي، هم سند الدولة لتكريس الهوية العربية في الجزيرة المحتلة، وهم الدليل القاطع على عروبتها، ووجودهم هناك أمر في غاية الأهمية للحفاظ على ديموغرافية الجزيرة المهددة، وممارسات سلطات وجيش الاحتلال تصبّ جميعها في خانة تضييق الحياة عليهم لإجبارهم على الرحيل، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به، فأهلنا هناك بحاجة إلى «هبة» و«فزعة» من إخوانهم في الإمارات لتثبيتهم ودعمهم وتقديم العون لهم حتى يبقوا في منازلهم وبيوتهم.
بالتأكيد المسألة ليست سهلة، ولا أعرف تحديداً ما أفضل الوسائل لذلك، لكن المسألة أصبحت قليلة الخيارات، بل إن خيار دعم صمود إخواننا في أبوموسى، أصبح الآن هو الوحيد في ظل التعنت الإيراني، وفي ظل رفض قوات الاحتلال وصول الأطباء والمدرسين والممرضين لمساعدة الأهالي، وفي ظل خنق الأهالي وعزلهم عن وطنهم الأم.
لا هواتف في الجزيرة سوى هاتف واحد فقط، ولا خطوط إنترنت أو حتى صحف، ووسائل إعلام محلية تجعل أهلها على تواصل مع دولتهم المعزولين عنها، ولا أطباء أو ممرضين، ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن أن يقضي الناس ساعات يومهم وهم محاصرون من كل الجهات بقوات احتلال تتحكم في خطواتهم ومعيشتهم وأكلهم وشربهم!
من المضحك حقاً استمرار الأسطوانة السقيمة التي ترددها إيران دائماً عن «سوء الفهم» بينها وبين الإمارات حول الجزر، فالاحتلال بوضع اليد وبالقوة العسكرية لا علاقة له بسوء الفهم، فهو يبقى احتلالاً بكل لغات العالم، ولا فرق بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسورية، فالأسلوب واحد، والممارسات واحدة، والتعنت، والجبروت، واستخدام لغة القوة والتهديد والغطرسة واحدة.
بعد ذلك، ليس من الغريب أبداً أن يخرج سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، بتصريحات واقعية مؤلمة حول الوضع في أبوموسى، على الرغم من هدوئه ودبلوماسيته وخطواته المدروسة، ومبادراته الكثيرة التي أطلقها منذ توليه الوزارة تخص الملف الإيراني، فسموه زار إيران أكثر من مرة، وأبدى الكثير من حسن النوايا، ودعم عمل اللجان المختلفة بين البلدين، وفتح صفحات بيضاء نقية من الحوار، ومد يده لحل المشكلة، وحاول بشكل ثنائي وكذلك بوساطات من دول أخرى، لكن ذلك لم يغير في الموقف الإيراني شيئاً، ما يجعل صفة «التعنت» مرادفاً دائماً للسياسة الخارجية الإيرانية، وبالتالي عندما يصرح عبدالله بن زايد فهو الأدرى والأعرف بخفايا المشكلة وخطورتها، وعندما يقول «ظل الجانب الإيراني متعنتاً ورافضاً كل المبادرات»، فهذا يعني أنه رأى من الإيرانيين ما لا يمكن لنا أن ندركه أو نشعر به.

reyami@emaratalyoum.com
ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

1 التعليقات:

أذا تساقط الشعر يضايقك و تريد علاج لشعر في دبي , يوجد لديك الأختيارات . زراعة الشعر في دبي هي الخيار الأفضل لحل هذه المشكلة
????? ????? ?? ???

24 أغسطس 2017 في 1:28 م comment-delete

إرسال تعليق

مشاهدة افلام اون لاين